[B]
وجه الإنسان كما يقال هو أشرف أعضائه، وعنوانه الذي يميزه عن غيره.. من خلاله تكون معرفة الناس وإنكارها!
للوجوه مساحة مادية واحدة متقاربة.. لكنها تختلف معنويا لدى بعض البشر.. بون شاسع بين وجه وآخر.. من هنا حث الشارع الحكيم على حفظ صورة الوجه المعنوية.
تقول العرب: "فإن إراقة ماء الحياة.. دون إراقة ماء المحيّا".. كثيرون تحدثوا عن ذلك.. لذلك تجد الناس تصف بعضها البعض عبر الوجوه.. فالوجوه تقدم لنا أحكاما مسبقة في بعض الأحيان حتى وإن كانت غير دقيقة.. كأن تقول: "فلان وسيع وجه"، "بارد وجه"، "أبيض وجه".. "فلان وجه غبر"!
اليوم حديثي عن "وسيع الوجه".. حيث نشرت "الوطن" أمس خبرا يقول، إن رجل أعمال "مدان" في قضية كارثة سيول جدة، فاجأ قاضي المحكمة الإدارية ـ بعد الحكم عليه بـ5 سنوات وغرامة نصف مليون ريال ـ بطلب استعادة "رشوة" قيمتها مليون ريال، دفع نصفها لقيادي في الأمانة، متذرعا بأنه دفعها عندما تعطلت معاملته!
وفي ظني أن تقديمه للرشوة أهون بكثير من عودته للمطالبة بها ـ "لعن الله الراشي والمرتشي" ـ ليته سكت.. يفسد الأخلاق والضمائر، ويفكك القيم، ويأكل حقوق الناس، ويتجاوز الأنظمة ويخل بها، ومع ذلك يبلغ وجهه من "الاتساع" ما يجعله يطالب القاضي علنا باسترجاع تلك الرشوة!
هذا دليل ناصع أن المسألة لدى بعض التجار هي سلعة.. بضاعة.. بيع وشراء.. كل شيء لديهم قابل للبيع والشراء والتقسيط والاستبدال و.. "الاسترجاع".. وهو في نفس الوقت أنسب مثال لـ"وسيع الوجه"!
[COLOR=#051784]
صالح الشيحي [/COLOR]
[/B]
[COLOR=#4A0AF0]صحيفة الوطن السعودية
[/COLOR]