[B]
أُثير مُؤخَّرًا جَدَلٌ طَويلٌ؛ حَول تَراكُم النِّفَايَات والقَمَائِم والزَّبَائِل في بَعض المَنَاطق، كمَنطقتي مَكَّة المُكرَّمة والمَدينة المنوّرة، لدَرجة أن شِعر الغَزَل دَخَل في مَفهوم الزِّبَالَة؛ وأكوَام القَمَائِم، حَيثُ قَال شَاعر شَعبي مُغرم بخِلّه وحَبيبه:
يَا قَطْو ياللّي عَايش فِي الزّبالات
ما شُفت خِلّي يوم يكبّ الزبالة؟!
ولا أحتَاج أنْ أُخبركم أنَّ القَطو هو "القط"..!
تَراكُم الزِّبَالة؛ جَعلني أطرَح -عَلى نَفسي- سُؤالاً عَرفجيًّا يَقول: لمَاذا تَتكوّم هَذه الزَّبائِل أصلاً، إذَا كُنتُ أنَا أحتَفظ بزبَالتي، وأضعها في المَكَان المُخصّص لَهَا، وكُنتَ أنتَ أيُّها القَارئ تَفعل نَفس الفِعل، وإذَا كُنتِ أنتِ أيّتها القَارئة تَضعين زِبَالتكِ في المَكان المُخصّص لَهَا؟! إذَا فَعلنا نَحن كُلّ هَذا، فمِن أين تَأتي أصلاً الزِّبَالة؟! قَطعًا لَن تَهبط مِن السَّمَاء، ولَن تَهبط مِن الأرض، لأنَّ زَبائلنا وقَمائمنا هي بضَاعتنا رُدّت إلينَا..!
وعِندَما كُنتُ في بريطَانيا، كَانت عَرَبَة حَمل النِّفَايَات تَمرُّ كُلّ يَوم أربعَاء السَّاعة الثَّامنة، وكَانت البَلديّة تَمنع -بالقَانون- إخرَاج أي زبَالة قَبل هَذا المَوعد بسَاعة، حتَّى لا تَترَاكَم، ومِن الغَريب أنَّ بريطَانيا مِن أنظَف دول العَالَم، رَغم أنَّها لَيس فِيها شَركَات نَظافة، في حِين أنَّ مُدننا مِن أكثَر مُدن العَالم المَليئة بالقَمَائِم والزّبَائِل، رَغم وجُود شَركات النّظَافَة التي تُرهق المِيزَانيّة وتُكلِّف المليَارَات..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، خُذوا بَالكم مِن زَبائلكم، ولا تَرموها إلَّا في الوَقت والمَكَان المُخصّصين لَها، ولا تلقُوا باللَّوم عَلى شَركات النَّظَافَة، لأنَّ إهمَالكم لزَبائلكم سيَجعلكم ضَحايَا لَها؛ مِن خِلال نَقل الأمرَاض، واتّسَاخ الحي وتَشويهه، وإفسَاد رَائحته..!!
[COLOR=#300EDE]تويتر: Arfaj1
[email]Arfaj555@yahoo.com[/email]
[/COLOR]
[/B]
[COLOR=#0DE532]صحيفة المدينه السعودية[/COLOR]