[B]
في زَمن العَولَمَة لَم يَعُد النّهار مَعَاشاً، ولَم يَعُد اللّيل سُباتاً، فقَد اختَلطت أطرَاف النّهار بآنَاء اللّيل، وفَقَدَ الزّمن قِيمته الطَّبيعيّة..!
لقَد جَاء في الحديث الشّريف؛ أنَّ الأرزَاق تُقسّم في الصبَاح البَاكِر، وأنَّ أُمّة مُحمد –صلى الله عليه وسلم- بُورك لَها في بكُورها، ولَكن
كَيف تَصل للنَّاس أرزَاقهم في الصّباح، وهُم في سُبَاتٌ عَميق؟ وبَعضهم لَم يَنُم، بَل سَهَر -مثل نظام ساهر- طوَال اللَّيل..؟!
لَن أتحدّث هُنَا عَن مَفهوم الرِّزق؛ وعَلاقته بالصَّبَاح، ولَكن سأكتُب عَن الصبَاح وعَلاقته بالخَبَر، والإعلَام والقَهوة، فقَد دَرجنا -ونَحنُ صغَار-
عَلى زوَايا صَحفيّة مِثل: "مَع قَهوة الصبَاح"، وكذلك تَوزيع الصُّحف في الصّباح البَاكِر، وجريدة الصّباح، وكُلّ هَذه تَرمز إلَى أنَّ الصّباح هو
بدَاية اليَوم، ومِن الصّباح يَبدأ الخَبَر، ويَستفتح النَّاس يَومهم بقَهوتهم؛ الذي سَبَق وأنْ كَتبتُ شَاتماً لها، ومُحذّراً مِن شُربها..!
هُنَا دَعوني اسأل سُؤَالاً مُحدَّداً: هَل مَازَال الصّباح هو بدَاية اليَوم؛ في زَمنِ العَولَمة، ونَحنُ نَعيش الحَدَث سَاعة بسَاعة، ولَحظة بلَحظة
وَقت حدُوثه..؟!
لَن أتطوّع وأقول الجوَاب، بَل أتركُه للزَّمان وللإنسَان، حتَّى يُجيبا عَليه، وأغبَى الكُتّاب مَن يَطرح السُّؤال ثُمَّ يُجيب عَليه..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَل مَازال الصَّباح يَقترن بالفلَاح؟!..
هَل مَازَال الصَّباح وَقتاً لشُرب القهوَة بمَذَاقها الفوّاح؟!..
هَل مَازَال الصّباح جَريدة سيّارة تَستحق القِرَاءة، ويَنتظرها أصحَاب النّجاح والصَّلاح..؟!!!
تويتر: Arfaj1
[email]Arfaj555@yahoo.com[/email]
[COLOR=#08CD4D]صحيفة المدينة السعودية[/COLOR] [/B]