[B]
في موقع هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) نشر الخبر التالي: «وصل إلى الرياض فجر اليوم الاثنين 3/4/1435هـ، معالي رئيس هيئة مكافحة الفساد في جمهورية المالديف، معالي السيد/ حسن لطفي، والوفد المرافق له، في مستهل زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، بهدف الاطلاع على تجربة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة»، في مجال حماية النزاهة وإشاعة الشفافية ومكافحة الفساد»!
ونحن بالطبع نرحب بالضيف الكريم الذي جاء إلى ديارنا من أقاصي المحيط الهندي كي يطلع على تجربتنا في مكافحة الفساد وإشاعة الشفافية خصوصا أن شفافيتنا تنافس شفافية بحر المالديف التي تمكنك من رؤية الأسماك التي تسبح في الأعماق، ولكن لدينا سؤال بسيط حول منح السيد حسن لطفي لقب (معالي) فهل يستخدمون في المالديف مثل هذا اللقب أم أنه جاء من باب المساواة مع معالي رئيس هيئة مكافحة الفساد في ديارنا؟!
أما بخصوص اطلاعه والوفد المرافق له على تجربتنا في مكافحة الفساد فإنني أتمنى أن لا يكون هذا الاطلاع من خلال ما يطرح في قاعات الاجتماعات المغلقة بل يكون قريبا من الواقع بحيث تستعير الهيئة سيارة (غزال) الخضراء من جامعة الملك سعود كي يستقلها الضيف الكريم والوفد المرافق به في رحلة إلى الطائف كي يطلعوا على الأرض المخصصة لمشروع تعليمي لم ير النور بسبب قاض سابق استولى على زوائد الأرض ليبني عليها مشروعا سكنيا خاصا به!
وبحسب ما نشرته الوطن قبل ثلاثة أيام فإن المشروع السكني للقاضي السابق لم يتوقف مثلما توقف المشروع التعليمي بل تم تشكيل لجنة من وزارات العدل والتربية والتعليم والشؤون البلدية والقروية لمراجعة الصكوك وتحديد الزوائد التنظيمية التي تم ابتلاعها، ومن المهم أن يتم إطلاع ضيوفنا المالديفيين على تطورات هذه القضية لأن بلادهم تتكون من جزر صغيرة جدا ولا تحتمل التلاعب بالصكوك أو (لهط) الزوائد التنظيمية وإلا لأصبحت كل مشاريعهم في عرض البحر!.
مثل هذه الزيارة يمكن أن تعلم ضيوفنا درسا رائعا في الشفافية حيث مرت معاملة هذه (الزوائد التنظيمية) على الجهات العدلية والبلدية دون أن يراها أحد لفرط شفافيتها!، ويفضل إبلاغ الضيوف بأن هذه القضية لا تعد شيئا أمام بعض قضايا (التشبيك) والصكوك المزورة التي لو وصل إليهم ربعها لما وجدوا موطئ قدم في أرخبيلهم المعزول ولكنها يمكن أن تكون مثالا جيدا يمكن من خلاله أن يتعرفوا على علاقة التعليم بالبلدية وعلاقة البلدية بالقضاء، فالتكامل بين مختلف القطاعات أمر مطلوب للوصول إلى هذه الدرجة من الشفافية، وفي نهاية الرحلة يمكن إهداء الضيوف إطارات السيارة غزال كي يستخدموها في السباحة إذا داهمت ديارهم الزوائد التنظيمية!
[COLOR=#0BF110]خلف الحربي
صحيفة عكاظ السعودية[/COLOR]
[/B]