«لكل فعل ردّ فعل»، سياسة انتهجتها التوعية الإعلامية لوزارة التعليم، مساء أول من أمس، فحادثة «امتهان» الكتب الدراسية التي شهدتها إحدى مدارس تبوك الأسبوع الماضي، غيّرت بوصلة العمل الإعلامي للتعليم، ففي وقت اعتادت وزارة التعليم ومسؤولوها على تكثيف رسائل التوعية والتوجيه بمخاطر أيام الاختبارات على طلاب التعليم العام التي بدأت أمس، خصصت تلك الحسابات خلال منصات التواصل الاجتماعية أبرز تغريداتها بالتوعية والتثقيف بأهمية الحفاظ على الكتاب المدرسي.
مراحل إعداد الكتب
انشغلت حسابات التعليم الرسمية، وإداراتها التعليمية، وبعض مسؤولي الوزارة الذين يملكون حسابات في منصات التواصل الإجتماعية، وعلى رأسها «تويتر»، مساء أول من أمس، كذلك بنشر كثير من اللوحات التوعوية والتثقيفية بأهمية الحفاظ على الكتاب المدرسي، وضمن خطة عمل، فرضت وقتها حادثة «تبوك».
فيما نشرت تلك الحسابات، وعلى رأسها حساب صحيفة «عين» التعليمية الخاصة بوزارة التعليم، «فيديو، تعريفيا وتثقيفيا بأولى مراحل إعدد الكتب الدراسية، وحتى استلام الطالب لها بـ«المجان».
مخالفة من الدرجة الثانية
أكدت قواعد المواظبة والسلوك المعتمدة من وزارة التعليم، على أن امتهان الكتب الدراسية يعد مخالفة من الدرجة «الثانية»، وأن مسؤوليات المدرسة الوقائية تتضمن توعية الطلبة بقيمة الكتاب ووظيفته التعليمية والثقافية، وتحذيرهم من امتهانه، لما يحويه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، وأن تضع المدرسة آلية لاسترجاع الكتب من الطلبة والاستفادة منها.
وأكد الدليل أن هناك مسؤوليات وقائية على الطالب نفسه بالمحافظة على كتبه الدراسية، وتجنب إهمالها أو رميها عند الفراغ منها، وتسليم الكتب عند نهاية العام الدراسي للمدرسة.
5 إجراءات تلاحق الطلاب
أكد دليل الوزارة للمواظبة والسلوك على أن تتدرج المدرسة في تطبيق 5 إجراءات على الطلاب المخالفين، بأخذ تعهد خطي بعدم التكرار، وإشعار ولي أمره بالمخالفة، وإلزامه بإصلاح ما أتلفه وإحضار البديل، فيما يكون الإجراء الثاني، مؤكدا بضرورة دعوة ولي الأمر وتوقيعه على مخالفة ابنه، والتنسيق معه لتعديل سلوكه، مع إلزام الطالب بإصلاح ما أفسده أو إحضار بديل، وحسم درجتين من السلوك، فيما تمتد العقوبات في الإجراء الثالث إلى نقل الطالب.
وبين الدليل أن الإجراء الرابع يشمل توقيع ولي الأمر بعلمه بنقل ابنه إلى مدرسة أخرى إذا وقع مجددا في المخالفة، وتحويل الطالب إلى وحدة الخدمات الإرشادية، فيما يتضمن الإجراء الخامس، الرفع إلى إدارة التعليم لنقل الطالب لمدرسة أخرى.
ونوه الدليل بأنه كذلك يشمل الطلاب «المنتسبين» الذين يقومون بامتهان «الكتب الدراسية»، والتأكيد على ولي أمره بضرورة تعديل سلوكه، وأخذ تعهد خطي، مع إصلاح ما أتلفه أو إحضار بديل، وإحالته إلى المرشد الطلابي لدراسة حالته.
امتصاص الغضب
أشار مساعد مدير تعليم الرياض سابقا الدكتور إبراهيم الحميدان، إلى أن الحوادث المشابهة لامتهان الكتب، والتي حدثت بتعليم تبوك الأسبوع الماضي، تحتاج التعامل معها بطريقة علمية، وليس بقرارات وقتية لـ«امتصاص الغضب».
وتابع الحميدان، أن لديه دراسة أظهرت أن سلوك الطالب العنيف تجاه بيئة المدرسة ومنها «الكتب»، هو تعبير عن غضب داخلي وعدم رضا، والطالب لا يستطيع إظهار ذلك الغضب تجاه البيئة البشرية في المدرسة، فيقوم بتفريغها في التمزيق والتخريب، مما يؤكد الحاجة إلى ضرورة إيجاد خطوات العلاج قبل العقاب.
وأكد الحميدان أن سلوك طلاب مدرسة تبوك، عكس ثقافة عنيفة لدى الطالب، وبالتالي إن لم يعالج فسيكون الطالب خطرا جدا على الوطن وعلى المجتمع، ويؤثر في مستوى الانتماء لديه، مما يتطلب الأمر جرأة لدى المسؤول لمعرفة كيف تشكل ذلك العنف، وما دور التعليم فيه؟، مضيفا من يرتكب هذا السلوك لديه نزعة عدوانية كامنة، وضعف انتماء إلى المدرسة، وبالتالي لديه استعداد مستقبلي أن يسرق ويرتشي ويقتل ويفجر، فهذا مؤشر مبدئي.
وأضاف، أن المدرسة جزء من المجتمع وضعف الانتماء إليها وكرهها ضعف في انتماء الطالب إلى المجتمع وكرهه له، فالتعليم «أمن قومي»، مؤكدا أن من يعتقد أن تمزيق الكتب مجرد عبث أطفال فلديه نقص في إدراكه.
وألمح الحميدان إلى أن إيقاف ذلك السلوك، يحتاج العمل على تحويل بيئة المدرسة إلى بيئة جاذبة، لمنع تمزيق الكتب.