الأقوال المأثورة ليست حكرا لأحد فيستطيع الجميع أن يستخدمها في سياق حديثه، فإن كنت تعرف قائلها فعليك أن تذكر قائلها حفظا لحقه الأدبي، وإن كنت لا تعلم من هو، فعليك أن تقوسها في الكتابة أو أنك تشير لها بأنها قول مأثور.
وبما أن أغلب الأمثال والأقوال قديمة جدا فهي أصبحت مشاعة للجميع، ولكن عليك أن تحذر من استخدامها الاستخدام الخاطئ الذي قد يفضحك، فهناك من يستخدم تلك المقولات ولا يؤمن بها ولا يطبقها في حياته اليومية نهائيا ولكنه يرددها لأنها تخدم مصالحه الخاصة.
فمن غير المقبول أن يتكلم أحد عن الأخلاق مستخدما قول «إنما الأمم الأخلاق» وبينه وبين الأخلاق ثلاث سنوات ضوئية وأستثني الذين يقصدون أخلاق «الأمم» غير البشرية، فقد أكد لنا كتابنا الكريم أن كل المخلوقات التي خلقها الله هي أمم مثل بني البشر.
ومن ضمن تلك المقولات قول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن» فأغلب من يرددها هم أغنياء بلغت ثرواتهم أرقاما فلكية، ولكنهم يريدون أن يزيدوا ثرواتهم ويعتقدون أن من أغناهم لا يعلم عنهم فهو يعلم سرهم وجهرهم.
وقبل أن أكمل موضوعي فإنني سأكتب جملة طرأت على بالي حتى لا يسرقها أحد وينسبها لنفسه، فقد اكتشفت أن «كل سياسي نصاب ولكن ليس كل نصاب سياسيا» فالسياسي ليس لديه أي ممنوعات أو محرمات يخشى استخدامها حتى لو كان «قسما مغلظا» فهو مؤمن بمقولة «اللي تكسب به العب به» وهي قاعدة يستخدمها البعض على الطاولات الخضراء وفهمكم كفاية.
أدام الله من ترك استخدام المقولات المأثورة وهو لا يطبقها، ولا دام من يقولها وهو يعمل عكسها إلا إن كان من تلك الأمم غير الناطقة.
بقلم : سعد المعطش
صحيفة الأنباء الكويتية