ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها نظام بشار الأسد المواد الكيماوية في ضرب أبناء شعبه، كما أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها معاقبته عسكريا، لكن لم يتوقف الجاني عن تكرار جنايته، ولم تجدِ العقوبات العسكرية في ردعه !،

لذلك عندما يقرر الرئيس الأمريكي وحلفاؤه اليوم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عقابا له على قصف «دوما» بالسلاح الكيماوي، فإن عليهم أن يختاروا بين ضربة فاعلة تجعله يفكر ألف مرة قبل تكرار جريمته، أو أن يتم الاكتفاء كما في السابق بضرب أهداف فارغة تم إخلاؤها !

في الحقيقة ما لم يتوجه أحد صواريخ «الكروز» الأمريكية إلى قصر «المهاجرين» الرئاسي في دمشق، فإن أي قصف لم يشكل فارقا لرئيس النظام السوري، فهو لم يكترث لأرواح أطفال ونساء وشيوخ ورجال شعبه الأبرياء حتى يكترث لأرواح جنوده !.

ورغم أن جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية تستحق تدخل المجتمع الدولي ليس لمعاقبة النظام بالضربات الصاروخية، وإنما محاكمته بعد أن فقد شرعيته في الاستمرار في السلطة، إلا أن تعقيدات الدعم الذي يلقاه النظام من روسيا تجعل خيار التجريد من السلطة والمحاكمة بعيدة في هذه المرحلة، وبالتالي فإن خيار العقاب العسكري يجب أن يكون مؤثرا وفاعلا في الحد من قدرات النظام العسكرية وإعادته إلى نقطة تكافؤ على الأرض تدفعه للقبول بالتسوية السلمية وتدفع حليفه الروسي لبعض التواضع الواقعي، وإلا فإن أي ضربة توجه لقاعدة عسكرية فارغة أو مدرج مطار عسكري يتم إصلاحه خلال ساعات ليس إلا جعجعة بلا طحن !.

 

خالد السليمان