الأسبوع المنصرم حضرت اجتماعا مع العديد من الزملاء الإعلاميين في ديوانية الغذاء والدواء، وذلك تلبية لدعوة تلقيناها من قبل هيئة الغذاء والدواء فرع المنطقة الشرقية والتي أطلقت على هذا الاجتماع المثري «لقاء الإعلاميين المفتوح»، حيث كان بالفعل اجتماعا مفتوحا (شفافا) جدا مع الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي، والذي تحدث في هذا اللقاء والذي كان مخصصا له ساعة واحدة فقط ولكن لكثرة تساؤلات الزملاء واستفساراتهم عن العديد من الأمور الهامة والتي تتعلق بالغذاء والدواء، ورغبة الدكتور هشام في الإجابة عن جميع الأسئلة امتد اللقاء قرابة الساعتين تقريبا.
قد يتساءل بعض القراء ممن ليس له اطلاع أو معرفة سابقة بما هي هيئة الغذاء والدواء؟ وما هو دورها وأهدافها؟ (هناك البعض الذي لا يعرف إلا اسمها فقط)، أقول هنا باختصار إن هيئة الغذاء والدواء تقوم رسالتها على حماية المجتمع من خلال تشريعات وهي منظومة رقابية فعالة لضمان سلامة الغذاء والدواء والأجهزة الطبية ومنتجات التجميل والمبيدات والأعلاف (من أراد الاستزادة فالموقع الإلكتروني لهم شامل جميع المعلومات).
بدأ د. هشام في بداية حديثه للحاضرين بأن الهدف الأهم الذي تسعى له الهيئة هو سلامة الغذاء والدواء، حيث استهل الحديث بإلقاء الضوء على بعض أنواع الحملات التفتيشية التي تقوم بها الهيئة على الدوام، فعلى سبيل المثال لا الحصر حملة الرقابة على مبيدات الصحة العامة، وحملة الرقابة على تسجيل منشآت الأعلاف، وحملة الرقابة على منتجات البيض الطازج، والرقابة على المعامل الوراثية ومنتجات الأسماك ومحلات العطارة، والتحقق من تواريخ الإنتاج في مصانع الألبان والرقابة على محلات بيع التمور.
كما ذكر عن إطلاق مبادرات متعددة ذكر منها مبادرة التحقق من إطلاق بطاقة المنتجات الغذائية، ومبادرة تتبع منتجات غزل البنات، وإطلاق البرنامج لرصد الملوثات، والعديد العديد من المبادرات والبرامج التي رأت النور مؤخرا، كما ذكر أيضا خلال اللقاء حملة الرقابة على المكملات الغذائية وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذا لا يخفى على الكثير أن هناك (فئة مدفوعا لها) يروجون لمكملات غذائية غير مرخصة، وسمعنا عن حالات وفيات بسبب ترويج تلك المكملات الغذائية، سواء لأنها تدعي أنها تساعد في إنقاص الوزن أو ترويج لمكملات تدعي أنها تعمل على زيادة الوزن وما إلى ذلك من الأنواع، حيث أكد الدكتور ملاحقة الهيئة لهذه المنتجات والمروجين لها وذلك عن طريق زيادة ومضاعفة القدرة الاستيعابية لفرق التفتيش وازدياد عدد الجولات عشرة أضعاف عن العام الماضي وشاركهم في هذه الجولات عدد من القطاعات الأمنية، وبحمد الله كانت النتيجة ضبط ٨٠٠ حالة غش ومحاسبة مروجيها واتخاذ اللازم.
والجميل الذي ذكره أيضا د. هشام هو أن هيئة الغذاء والدواء استطاعت أن تنطلق بالمملكة لتكون الأولى في العالم فيما يخص وضع الدهون المهدرجة والتي ستنطلق بداية عام ٢٠٢٠م.
حقيقة كان حديثا مثريا استمعنا فيه للكثير من النجاحات والمبادرات التي حققتها هيئة الغذاء والدواء لعام 2019، فقد حصلت على لقب أفضل الهيئات الرقابية إقليميا، والجميل الذي يثلج الصدر أكثر هو أن كل من يعمل تحت مظلة هيئة الغذاء والدواء جميعهم سعوديون وسعوديات ١٠٠٪، لهذا ليس مستغربا تحقيق هذا النجاح المميز.
هدى الغامدي
صحيفة اليوم