توجت رؤية المملكة 2030 التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- يوم الإثنين 18 رجب 1437 هـ الموافق 25 أبريل 2016، باعتماد قطاعات السياحة والتراث الوطني كأحد أهم العناصر الأساسية في رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، وأحد أبرز البدائل لاقتصادات ما بعد النفط.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تنمية سياحية قيمة ومميزة ذات منافع اجتماعية، وثقافية، وبيئية، واقتصادية.
وتعتمد تلك المهمة على المشاركة الفعالة بين القطاعين العام والخاص في تحقيقها، فالقطاع العام يتولى دور التحفيز والإرشاد التخطيطي وتوفير البنية الأساسية اللازمة للتنمية السياحية والمعلومات والدراسات والبحوث، في حين يتولى القطاع الخاص الدور الرئيس في الاستثمار السياحي المباشر، وتنفيذ السياسات التنموية والتسويقية لصناعة السياحة، والمحافظة على جودتها ونوعيتها وتنوعها، مع تدريب وتأهيل القوى العاملة الوطنية لتمثيل السياحة الوطنية خير تمثيل، كل ذلك في إطار المحافظة على البيئة والأصالة التي تتميز بها المملكة.
في ظل هذا الاهتمام الحكومي بالقطاع السياحي وتسخير كافة الجهات للعمل على تنميته وازدهاره في المملكة، يأتي هُنا دور رواد الأعمال لاقتناص الفرصة وبناء المشاريع السياحية والترفيهية وكذلك تطوير الخدمات السياحية السابقة، حيث يشهد هذا القطاع نهضة تنموية غير مسبوقة في المملكة.
لو أردنا أن نتحدث بشكل أوسع حول ريادة الأعمال في القطاع السياحي فعلى سبيل المثال فإن قطاع الفنادق في الوقت الحالي يحتاج إلى تغييرات تقنية أكثر من أيّ وقت مضى، ما يجعل الابتكار أمرا أساسيا بالنسبة للفنادق والمؤسسات المعنية بالضيافة كي تحافظ على استمراريتها، في وقتٍ تعاني فيه الشركات الكبيرة في المجالات المتعلقة بالابتكار، تبرز ريادة الأعمال بصفتها المنقذ. فإلى جانب التزايد في أعداد الشركات الناشئة ورواد الأعمال الذين يرفدون قطاع الضيافة بخدماتهم المبتكرة ومنتجاتهم التقنية، أصبحت ريادة الأعمال داخل الشركات عاملا تمكينيا أساسيا ضمن القواعد الجديدة للعبة، كما أن تشجيع ريادة الأعمال بقطاع السياحة يعد أحد المداخل الرئيسية للمساهمة فى تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة فرص التشغيل وخلق وظائف بما يعزز تمكين الشباب وتعظيم الاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية باعتبارهم الثروة الحقيقية للمملكة. كذلك لو نظرنا إلى المفهوم المعتاد عن قطاع الفنادق «فلا يزال قطاع الفنادق تقليديا إلى حدٍّ ما»، فمن خلال النظر إلى كلّ ما يحدث في بيئة الفنادق، لم يتغيّر الكثير منذ 50 عاما، الغرف القديمة هي ذاتها، وكذلك الثلاجات الصغيرة فيها ووجبة الفطور كذلك، حتى أن هناك فنادق (الكثير منها) لا تزال تفرض رسوما على خدمات الواي فاي ونحن على مشارف 2020. من هنا نرى أنّ بعض الأمور الجديدة رافقت البيئات الجديدة من دون شكّ، فلماذا لا نلحق بالرَكب إذن؟!
كما أن تعدد فرص مجال ريادة الأعمال قد يساعد في تطوير قطاع السياحة وحل التحديات التي تواجهه، والشركات الناشئة أحدثت تقدما كبيرا كذلك في مجال التطبيقات السياحية.
كذلك يعتبر الإرشاد السياحي أحد أوجه الاستثمار الجيد إذا اقتنص رواد الأعمال الفرصة بالشكل المناسب سواء أكانت إصدار مجلة تُعنى بالسياحة المحلية أو توفير مرشدين سياحيين لزوار المملكة، مما يساهم في زيادة نسبة السياحة والاستثمار السياحي في المملكة وتعريف السائح بكل المواقع السياحية، كما أن المجلة تعتبر دليلا سياحيا لكل شخص قادم إلى المملكة من خلال تضمينها لخارطة بالمواقع السياحية ونبذة عن أهم تلك المواقع.
هـنـد الأحـمـد
صحيفة اليوم