تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبل عدة أيام مقطعا قصيرا لفتاة تؤدي رقصات بطريقة مستفزة في مكان عام أمام عدد لا بأس به من الناس الذين تجمهروا حولها يحملقون مستهجنين جرأة ما قامت به هذه الفتاة دون أدنى مراعاة لتقاليد مجتمعنا المحافظ وللذوق العام، ودون مراعاة لمشاعر العائلات التي تتواجد في تلك الفعالية للاستمتاع والترفيه عن نفسها وعن أبنائها، ولا غرابة أن تبدأ بعد ذلك حملة انتقادات واسعة تطال شنيع ما قامت به ، حيث إن ما قامت به لا تمثل به إلا نفسها فقط، بل وأكاد أجزم أن أهلها براء من فعلتها، مستنكرين صنيعتها، الفعل هذا أثار حفيظة معظم من شاهده حتى وصل الأمر بتوجيه من النائب العام بمحاسبتها ولله الحمد.
هذا الفعل غير اللائق ليس الأول ولن يكون الأخير للأسف، فقد سبقها أفراد لا نستطيع أن نقول عنهم إلا أنهم خرجوا عن اللائق، نعم فمن يفعل كهذه أفعال ليست من ديننا ولا من عاداتنا ماهي إلا تصرفات يقصد بها الإساءة لبلادنا وينطبق عليهم المثل القائل «من أمن العقوبة أساء الأدب)، فهؤلاء الذين يحاولون تشويه عاداتنا لابد من إنزال عقوبات رادعة عليهم، إذ أن مثل هذه الأفعال لا تندرج تحت فقط انتهاك قانون الذوق العام (حيث تناولت مقالا قبل عدة أسابيع تحدثت فيه عن قانون الذوق العام الذي أقره مجلس الشورى وأنواع العقوبات التي يشملها واقترحت تدرج العقوبات على مخالفيه)، ولكن في مثل حالة الفتاة هذه لا ينفع معها أي تدرج؛ لشناعة الفعل الخارج عن أعراف وتقاليد مجتمعنا الراقية؛ ولأن التساهل في معاقبتهم سيؤدي إلى عواقب وخيمة تتمثل في انتشارها بين فئة الشباب والمراهقين من باب التقليد ومن باب أن التساهل في عدم العقاب سيؤدي للتمادي لدى من تسول له نفسه القيام بمثل هذه التصرفات الخادشة للحياء.
تبذل حكومتنا الرشيدة -وفقها الله- الميزانيات الكبيرة وتضع هيئة الترفيه البرامج المناسبة للعائلات والشباب كل فيما يخصه للاستمتاع والترفيه عن النفس ثم يأتي أفراد (والحمد لله أنهم قلة) ليفسدوا بسوء أفعالهم الأجواء العائلية بتصرفات وأفعال غير لائقة فهموا الترفيه والحرية بمعنى خاطئ فتجاوزوا الأنظمة والأعراف، إذ أنه حتى في بلاد الغرب الأكثر حرية وانفتاحا لا يحق لأي كائن من كان أن يفعل أي فعل غير مهذب أو غير لائق وإن فعله فالعقوبة له بالمرصاد إذ يجب احترام الذوق العام فلكل مقام مقال، خاصة وأن مملكتنا ولله الحمد بدأت بالسماح بالـتأشيرات السياحية فأصبح السياح يتوافدون بأعداد كبيرة من جميع أنحاء العالم لبلادنا لمختلف السياحات، فالسياحة الثقافية ومشاهدة الآثار التاريخية العريقة التي نتمتع بها والتعرف أيضا على تقاليد مجتمعنا وكل ما يمت لبلادنا وللجزيرة العربية هو شغف كبير لدى السياح العرب والأجانب، لذا حري بكل من يعيش على أرض بلادنا من مواطنين ومقيمين الالتزام بالقوانين ومراعاة الذوق العام.
هدى الغامدي
صحيفة اليوم