الحقيقة – متابعات : أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس الأول أنه سيزور الصومال قريبا مع أفراد أسرته بهدف لفت انتباه المجتمع الدولي لمحنة المجاعة التي حاقت بهذا البلد.
وتعد زيارات زعماء العالم للصومال نادرة للغاية نظرا للمخاطر الأمنية الشديدة، لكن ذلك لم يثن أردوغان عن الزيارة.
وقال أردوغان أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة «سأزور أنا ووزير خارجيتي الصومال مع عائلتينا ومن ثم ستتاح لنا فرصة لكي نرى الوضع هناك».
وأضاف «من المستحيل بالنسبة لنا الوقوف موقف المتفرج على المأساة الإنسانية في أفريقيا».
وهناك خطورة بشكل خاص في زيارة العاصمة مقديشو بعد سحب حركة الشباب المجاهدين معظم قواتهم من العاصمة، مما يزيد احتمالات شن مزيد من الهجمات مثل التفجيرات الانتحارية بعد فشل الحركة في تحقيق نصر حاسم.
وتعترف الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية بأنهم لا يسيطرون على كل العاصمة، رغم انسحاب حركة الشباب.
وكان آخر رئيس زار مقديشو هو الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في نوفمبر العام الماضي.
ويساهم الجيش الاوغندي بأكثر من نصف قوات حفظ السلام الأفريقية المؤلفة من 9000 جندي التي تدعم الحكومة الصومالية، ولكن لم يزر أحد من الزعماء من خارج القارة الأفريقية الصومال منذ فترة طويلة.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى الصومال إن الاسلاميين المتشددين الذين فروا من العاصمة مقديشو هذا الأسبوع قد يعيدون تنظيم صفوفهم ويلجأون «لأساليب إرهابية» لكنهم أضعفوا بشدة.
وكان اوجستين ماهيغا يتحدث امس الاول الأربعاء بعد ايام من انسحاب حركة الشباب التي كانت تقاتل للإطاحة بحكومة الصومال لأربع سنوات من مقديشو وسط مؤشرات على تعمق الخلافات بين كبار قادتها.
وقال ماهيغا للصحافيين عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة الصومالية مقديشو «بعد تقهقر حركة الشباب التدريجي يبدو أنها تشرذمت الى ثلاثة طوابير».
وأضاف: «طابور يتجه جنوبا وآخر يتجه غربا وآخر يتجه شمالا ومازالوا يتحركون. هذا أضعف بالفعل قوتهم المتمثلة في الاتحاد».
وقال ماهيغا انه قبل قرار حركة الشباب مغادرة المدينة كانت موارد تمويلها بدأت تجف. وقال ان الحركة «حرمت من الدعم المالي».
وأضاف «معظمه من الشرق الأوسط، ليس من دول بل من متبرعين وقد أثرت الأحداث في المنطقة على ما يبدو بالسلب على موارد تمويلها».
ومضى يقول «هناك ايضا التمويل المحلي مثل سوق البكارة الذي سيطرت عليه بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال والحكومة الانتقالية الاتحادية».
وقال ان سوق البكارة هو «المركز الاقتصادي لمقديشو».
وتمرد حركة الشباب هو الفصل الأحدث في الصراع الأهلي الممتد منذ عقدين في الصومال والذي بدأ بعد الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991. وتصنف عدة دول بما فيها الولايات المتحدة الحركة كمنظمة إرهابية.
وقالت الحركة ان انسحابها من مقديشو خطوة تكتيكية مما يثير المخاوف من لجوئها بشكل متزايد الى هجمات تستلهم أساليب تنظيم القاعدة مثل التفجيرات الانتحارية والاغتيالات.
وكان عدد من الحملات العسكرية التي استهدفت الحركة في مقديشو العام الحالي وتجفيف «الضرائب» التي كان يدفعها تجار في العاصمة ومزارعون في المناطق الريفية التي تأثرت بالجفاف قد عمقت الخلافات بين قادة المتمردين.
وقال ماهيغا إن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي أثرت ايضا على القوة المالية والعسكرية لحركة الشباب.
وأضاف «قد يعيدون تنظيم صفوفهم، وقد يذوبون بين السكان. وربما يلجأون الى ما لا يبرعون فيه وهي الأساليب الإرهابية. لا يمكن استبعاد هذا».
وصرح بأن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بحاجة إلى زيادة الدعم المالي والعسكري من مجلس الأمن .