الحقيقة نيوز – رجا الدجيني – الكويت : شهدت منطقة الخويسات فجر أمس فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد أن لقي ثلاثة أطفال مصرعهم جراء حريق في خيمة كانوا يبيتون فيها بمخيم عائلتهم الذين كان معظم أفرادها ينامون في خيمة أخرى لم يصل إليها الحريق، والذي لم يعلم عنه أحد إلا بعد أن قضى الأطفال الثلاثة نحبهم، وقال مصدر أمني ان الأطفال الثلاثة والذين تتراوح أعمارهم (عامين، 3 أعوام، خمسة أعوام) توفوا جراء الحريق، مشيرا إلى أن الأطفال الثلاثة كانوا يباتون في خيمة منفصلة عن خيمة بقية أفراد العائلة في مخيم الخويسات، ونشب الحريق دون أن يشعر به أحد إلا بعد امتداد النيران إلى جميع أرجاء الخيمة التي كان بداخلها الأطفال الثلاثة والذين يعتقد أنهم قضوا اختناقا قبل الحريق جراء موقد للفحم أو مدفأة فحم كانت بداخل الخيمة وكتبت النجاة لخادمتهم الاثيوبية التي كانت بصحبتهم ونقلت إلى مستشفى البابطين للحروق بعد أن حضر رجال الإطفاء وقاموا بإخماد الحريق.
وأضاف المصدر أن رب الأسرة نقل إلى المستشفى بحالة انهيار عصبي، ونقلت جثث الأطفال الثلاثة إلى الطب الشرعي، فيما حضر رجال الأمن الذين حضر على رأسهم إلى موقع البلاغ مدير أمن الجهراء بالوكالة اللواء ابراهيم الطراح وأشرف على الحادث مع رجاله.
وبعد ساعات من الحادثة كانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانا تحذر فيه مرتادي المخيمات من الحوادث الناتجة عن سوء استخدام المدافئ، وجاء في البيان الذي أصدرته الداخلية أمس على لسان مدير عام مديرية امن محافظة الأحمدي العميد عبد اللطيف الوهيب أن الأجهزة الأمنية تعمل للحيلولة دون وقوع المزيد من الحوادث والجرائم والسلوكيات السلبية التي تشهدها مناطق مخيمات البر كل عام.
وأشار إلى أن النقطة الأمنية تضم الأمن العام والدفاع المدني والمباحث الجنائية بالإضافة إلى الخدمات المساندة من الطوارئ الطبية والإطفاء العام، فضلا عن ذلك تواجد رجال المرور ودوريات النجدة بين المخيمات وعلى الطرق المؤدية إليها، مشيدا بدورهم وتعاونهم الدائم والتنسيق فيما بينهم عملا على راحة مرتادي البر.
وحث على ضرورة الابتعاد عن الإقامة والتواجد بالقرب من: (الأماكن العسكرية ـ المنشآت النفطية ـ أعمدة كهرباء الضغط العالي ـ الطريق العام).
وحذر العميد الوهيب من مغبة الوقوع تحت طائلة القانون خاصة المادة (16/2) من قانون رقم (31/7) بتعديل قانون الجزاء والتي تقضي بمعاقبة كل من أقام أو تواجد في المواقع التي حظرت السلطات العسكرية الإقامة أو التواجد فيها بالحبس المؤقت مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تتجاوز مائتين وخمسة وعشرين دينارا أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وشدد على أهمية الانتباه لمواقد ومدافئ الفحم وأدوات إشعال الغاز والبنزين والفحم وعدم تركها مشتعلة عند النوم لما قد ينتج عنها من أبخرة وغازات سامة تحدث حالات اختناق أو حرائق لتطاير الشرر منها داخل الخيام، وكذلك عدم إشعال الحرائق للتخلص من النفايات، أو استخدام المفرقعات والألعاب النارية.
كما أشار إلى أهمية احتفاظ المواطن والوافد بأوراقه الثبوتية وتقديمها لرجال الأمن عند الطلب للتأكد من شخصيته، وأعرب عن أمله في أن يتعاون الجميع مع مختلف الدوريات التي تتواجد بالقرب من مناطق مخيمات البر، من اجل توفير الحماية والرعاية لهم وتمكينهم من القيام بأداء واجبهم الأمني والإنساني، وغيرها من الخدمات.
وذكر العميد الوهيب أن مراكز خدمة مخيمات البر يجميع أدوات النجدة والرعاية الإنسانية من خدمات توصيل وبنزين ووصلات كهربائية وفك وتركيب إطارات ومهام الإسعافات الأولية وإطفاء الحرائق البسيطة، وغيرها من أوجه الرعاية الإنسانية التي في أماكن البر، والتي استعدت لها في إطار تكامل الخدمات الأمنية والإنسانية.