تحتفل دولة الكويت الشقيقة هذه الايام بابنها الوفي صالح العجيري الذي يبلغ هذه الايام المائة عام من الحب والذاكرة المتقدة والبديهة الحاضرة والعطاء للوطن.
100 عام والعجيري نجمنا المضيء في سماء علم الفلك، العالم الذي حاز التكريم المحلي والعربي والعالمي لدوره في نشر الثقافة الفلكية، وكان من أوائل الكويتيين الذين ارتبط اسمهم بعلوم الفك ودوره البارز كأحد الرجال البارزين في منطقة الجزيرة والخليج العربي.
100 عام والعم صالح العجيري المرشد والملهم لأجيال متعاقبة تزودت من معرفته وتبحّره الواسع في العلوم.
100 عام وابن الديرة الغالي يحمل في ذاكرته تاريخ الكويت بكل حقباته ومفاصله واحداثه ورغم انه دوّنها في كتاب موسوعي، الا انه يستحضر اي حدث في الكويت من ذاكرته افضل مما يستحضره من الكتاب.
100 عام والعجيري مدرسة في حب الكويت منذ شظف العيش والصعاب حتى يومنا هذا، فالكويت هي الوطن والأرض والأم.
100 عام و«بومحمد» موجود في كل منزل ومع الناس عبر تقويم العجيري الذي يعتبر التقويم الرسمي للبلاد لدقته وصحة مضمونة وكمصدر للبشريات السعيدة في المناسبات والأعياد.
100 عام من حب الحياة والتودد للصغير قبل الكبير، فإذا التقيته وأمسك بيدك وانحنى كأنه يريد ان يقبّل يدك، فلا تفزع وتسحب يدك وتقل عفوا، فهو لن يقبّل يدك بل يقبّل يده هو نفسه، وإذا قال لك «لا صبحك الله» فلا تفزع فهو سيثني ويقول «إلا بالخير»، وكذلك فإنه اذا قال لك «الله لا يوفقك» فهو سيقول بعد ذلك «إلا بكل خير».. سمعه أصحابه مرة يقول لأحد «ربعه».. الله يعميك! ففزعوا جميعا لهذه الكلمة الا انه اكمل وقال: «عن طريق السوء».
فالعم صالح العجيري الذي تنقل في وظائف كثيرة بدأها في الدوائر الحكومية والاعمال الحرة غير ان كل هذه الوظائف لم تشغل عينيه لأن عيونه كانت «مبحلقة في السماء» فالافلاك والنجوم والمجرات تجبره الا يستظل بالاسقف، وهو لايزال الى يومنا هذا نجما كويتيا تفخر به الديرة.
فعادة ما يحتفل محبو وأصدقاء العم صالح العجيري بعيد ميلاده الذي يقام كل سنة في ديوان المرحوم برجس البرجس في منطقة الشويخ السكنية.. إلا أن وباء كورونا منع محبيه الاحتفال بميلاده، ففاضت عوضا عن ذلك مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التهنئة للعم صالح العجيري متمنية له دوام الصحة والعافية.
ففي عيده الـ 100، تتوجه «الأنباء» لـ«بو محمد» بكل الحب والتقدير والثناء لقامة كويتية كبيرة شكلت نبراسا لأجيال متعاقبة.