لقب دكتورأصبح مثل لقب شيخ.. يغيب الرجل عنك بضعة أشهر وهو لا يحمل شهادة الثانوية، وفجأة يعود إليك وهو يحمل لقب دكتور.. تماما كأحد أبناء قبيلتك.. يختفي عنك سنة ثم يعود بلقب شيخ!
أخجل جدا حينما يتم التعريف بأحد الأشخاص بلقب "الشيخ فلان" بينما هو شيخ بطيخ! ويتم التعريف بالآخر بلقب "الدكتور فلان" بينما هو اشترى الشهادة من إحدى البقالات الأكاديمية!
أحيانا أعتب على نفسي.. كيف أخجل بينما صاحب الشأن لا يخجل!
فيما يتعلق بالشهادات الأكاديمية تفشى الأمر خلال السنوات الأخيرة.. والمحزن أن الأمر انتشر في وزارة تعنى بالتربية والتعليم ـ وهذا من المضحكات المبكيات ـ بعضهم يشغل منصب مدير عام تعليم! مما اضطر الوزارة في يوم من الأيام إلى إصدار قرار يمنع أي شخص من استخدام لقب دكتور، ما لم يكن يحمل شهادة من جامعة معترف بها.. التزم منسوبو الوزارة بالتعميم لفترة من الزمن، غير أنه كشأن بقية تعاميم الوزارة التي يتم نسيانها بالتقادم يعني: "حط بالخرج"!
لا أعرف سر الحرص على لقب دكتور.. أحيانا أرجع الأمر إلى رغبة الشخص في الوصول إلى بعض المناصب.. هل يعتقد الشخص أن هذه الحيل ستنطلي على صاحب القرار؟
الحكاية ليس لها علاقة بالـ"دال" في يوم من الأيام! غير أن الأمر يزداد سوءا.. كثير من الناس في مؤسسات الحكومة والقطاع الخاص والصحف وغيرها يحملون لقب دكتور ولا أحد يسألهم: متى وأين وكيف حصلتم عليها؟ هذه الظاهرة الخطيرة ـ كما وصفها زميلنا الكاتب الدكتور عبد الرحمن الشلاش ـ بدأت تنخر في جسد المجتمع لتحوله إلى مجتمع أميّ، ولا بد من وقفة جادة تجاهها.
هذا فيما يتعلق بالذين يحملون لقب "دكتور" بشهادة دكتوراة مزيفة.. أما الذين يحملون لقب" شيخ" فليت هؤلاء يرحلون لمناطق لا أحد يعرفهم فيها؛ حتى يتمتعوا بألقابهم!
صالح الشيحي