غلفّت بعض المجتمعات بمحيط فكري وفقهي تتناقله وتعمل به حتى في القرن العشرين ،ذاهبين بينا الى طريقة قساوسة العصور الوسطى ، هنا السؤال حاداً وصريحاً ..؟ هل أنزلق المجتمع في متاهات العبودية الفكرية ما الذي يحدث..؟ الاستبداد المجتمعي يفرض رأيه وأخلاقه، لدخول في المدار الفكري الذي تختاره أنت وفق أنظمة وقانون وطنك ، هناك من يفرض على عقلك المزاد ، وكأنها حرب شرسة يشتد بها الخناق لإبادة الأفكار التوعوية الطبيعية، لعله يظن أنه يسقط الذنب عنه ..! عندما يفرض قراره وفقاً لأفكار وتقليد معين . أصعب من أعمار الأرض هو إعمار العقل والفكر .
التعدد الثقافي وتقبل الاختلاف ومناقشة الأفكار ووجهات النظر لا شن العداوة والفرض بالقوة والإنسانية هو الورقة الرابحة لإنقاذ بعض المجتمعات من أفكار مؤدلجة حتى لا تصبح ثقافة أمة.
فطرنا على الفطرة السليمة المسالمة ، ولم نفطر على أزمة أفكار وقيم ومعتقدات موروثة مهزوزة غير صحيحة ،تسببت للبعض سوء الأخلاق الدينية وأصبحت أزمة المجتمع وأصبحت توافق وترضي بعض العقول والنوايا كي يمارس بها عبوديته على غيره من أفراد مجتمعة .وكأن الطريق الى أزمة عقل واعي يرفض وعقل جاهل يستقبل ويفرض ، سندفع ثمنها في الحاضر و المستقبل أن لم ننتبه .
ثقافة التقديس الأعمى يصل حتى للتناقض رافضة للحقيقة والوعي الفكري، ومتعايش مع صراع مؤلم ما بين رضى المجتمع عليه والاستسلام لعبوديته وقسوته واشباع فضولهم بالتخفي والتأييد والمسايرة وتصبح الكائن المتلون المقاوم العيش الطبيعي السوي ويمضي عمره يطرد ويقاوم الأفكار الحقيقة المعتدلة والمباحات الشرعية حتى تغلغلت سطوة عبودية المجتمع بكل زوايا حياته ، ولعله أضاع وجهة الحياة ، ولعلي تخيلت الأشخاص الذين قرروا المضي بالاضطهاد الفكري أين وصلوا الآن .
أحرص على مصارحة المجتمع والحياة بأفكارك قبل نفسك ،لا يمكنك أن تخدع الحياة وطبيعتك الفطرية وتستسلم للكهنوت المجتمعي ، لن أخاطب المجتمع ،أعلم يا أبن المجتمع لوفرت الكثير من عمرك لو ظهرت كما أنت وتجنبت العيش بمخاطرة فكرية ، كان عليك أن تتعلم الخيارات الآمنة حينما تركت لقوقعة بعض المجتمعات المتسلطة لعبتها أن تختار قدرك وتشن النزاعات على عقلك وتهميشه ونبذه وفرض الوصايا الفكرية عليه .
إن التنازل عن أصغر الحقوق يسلبك شيئاً فشيئاً من الحياة لا تراك الحياة ولا المجتمع ولا مستقبل هذا المجتمع عندما تغيب عقلك ولا تثق به ولا تراه ، وتخشى نبذ المجتمع لوعيك المختلف عنهم . أن بقى حالك هكذا ومع تقدم العمر والزمن والخوف أن تمضي الحياة ستتسأل هل أن حي ام أنه التعفن الأخير لك في مهملات المجتمع ..
عقلك ووعيك لا تنزله في سوق عبودية مزادات المجتمع ،
منى البلوي