اتفقت المستشارة النفسية في جامعة دار الحكمة الدكتورة فوزية الشماخ مع الدعوات المطالبة بإنشاء حضانات خاصة للأطفال في المدارس وكل مواقع العمل التي ترتادها الأمهات، وبررت دعوتها بأن خطوة كهذه تحقق التوازن الاجتماعي والنفسي للأم العاملة وطفلها وتمكينها من أداء دورها الاجتماعي كأم وموظفة، مشيرة إلى أن إيجاد مركز لرعاية الأطفال في منشآت العمل سيكون انعكاسه إيجابياً على الإنتاج مما يسهم في تطوير كل ما يتعلق ببيئة العمل والرغبة في تعلم مهارات جديدة. وقالت إنها لمست ذلك فعليا في جامعة دار الحكمة فالموظفات يشعرن بالارتياح نتيجة وجود أطفالهن الصغار بالقرب منهن في الحضانة.
ووفقا لعكاظ أضافت المستشارة النفسية الدكتورة فوزية الشماخ، إن الحضانات تعلم الصغار النظام والمهارات والاعتماد على الذات والاستقلالية واكتساب سلوكيات إيجابية تنمي لديه روح فريق العمل الواحد.
فكرة بالصدفة
نجلاء العباسي مديرة حضانة أهلية للأطفال، تحدثت عن تجربتها، وقالت إن الفكرة بدأت كخدمة اجتماعية للموظفات ذات الدوام الطويل وجاءت الفكرة بعدما قابلت موظفة في مستشفى على وشك الولادة وظلت مكتئبة وهي تسأل أين ستترك مولودها ثم اقترحت إنشاء حضانات للأطفال. من هنا أخذت نجلاء الفكرة وناقشتها مع أختها وبدأت الخطوات سريعة باستئجار طابق علوي قريب من أحد المستشفيات وكانت ابنتها أول طفلة في المركز.
إخلاء سريع
وتضيف إنها واجهت في بادئ الأمر مشكلة مع صاحب المبنى عندما طالب بالإخلاء الذي تم بعد ثلاث سنوات، وبعد عمليات بحث طويلة عثرت على موقع مناسب وساعدها على ذلك السمعة الطيبة والخدمة الراقية. وكان الموقع دورا كاملا في فيلا مع مركز نسما للمتقاعدين، وباركت الجمعية المشروع وأبدت إعجابها بالعمل. وللأسف بعد مضي وقت قصير وقبل اكتمال مدة العقد، أمروا بالإخلاء برغم خسائر الإنشاء والتأثيث، ولم يحصل المركز على أي تعويض.
من الخارج.. لا
سهام أبو الحسن صاحبة مدرسة أهلية بها حضانة أطفال، تروي تجربتها وتقول إنه منذ تأسيس المدرسة في العام 1407هـ وقبل أن تصبح مالكة فكرت في المشروع حيث كانت في بادئ الأمر مع شريكة لها واتفقتا على المشروع وتم تأسيسه مع المدرسة في نفس الوقت. وتضيف: كنا نلاحظ من خلال تعاملنا مع المعلمات مدى تشكيل الموضوع عامل قلق لديهن لأنهن يقضين فترة الدوام بعيدا عن أطفالهن، لذا كان حرصنا كبير على أن لا تتكرر المشكلة في مدرستنا وبالفعل لمسنا مدى الراحة النفسية للمعلمات وأطفالهن بجانبهن.
وتضيف أبو الحسن: إن الحضانة خاصة بأطفال المعلمات، ولا تفكر في استقبال أطفال من خارج المدرسة لأن القسم حساس للغاية ولا يمكن التعامل معه مثل باقي الأطفال فمسؤوليته مضاعفة، وعلى أي مدرسة تود فتح حضانة لتستقبل أطفالا من الخارج أن توفر جميع الإمكانات الضرورية من حيث المساحة والمشرفات، مشرفة لكل خمسة أطفال على أقل تقدير، مع الرعاية الطبية وضبط ساعات وجود الأم مع طفلها.
وأكدت أبو الحسن من خلال تجربتها، أنها لم تواجه أي مشكلة وشددت على ضرورة إيجاد حضانات في جميع المدارس لما لها من أثر إيجابي على نفسية المعلمات في التعامل الخاص مع الاطفال والأمهات معا.
التوتر والرقة
بثينة محمد صالح الغانمي مديرة مدرسة أهلية، قالت إنه منذ تأسيس المدرسة قبل حوالى أكثر من خمسة وعشرين عاما كانت بالمدرسة معلمات غير سعوديات ولمسنا مدى حاجتهن لجلب أطفالهن معهن فتم إنشاء حضانة داخلية على الفور، ولاحظنا سريعا بأن توترهن وخوفهن زال بالكامل مع زيادة أدائهن ومهارتهن.
وعن الخدمة التي تقدم في الحضانة، تقول: نستقبل الأطفال من عمر الأربعين يوماً إلى الثلاثة أعوام والحضانة خاصة بمعلمات المدرسة، لذا لم نحتج إلى تصريح لفتحها ولا نتقاضى رسوما مقابل الخدمة، وهناك مشرفتان وعاملة نظافة، وفي حال إعياء أي طفل لدينا عقد مع أحد المستشفيات لتلقي الحالات. وفي الغالب لا يزيد عدد الأطفال في الحضانة على عشرة أطفال وأكبر المشاكل التي واجهناها هي قلق الأم حديثة الأمومة على طفلها ولكن سرعان ما يزول القلق لشعورها أن الطفل قريب منها. والأمر ينعكس أيضا على طالبات المدرسة فهناك فرق بين معلمة تؤدي حصتها وهي متوترة وبين معلمة هادئة متقبلة لاستفسارات الطالبات ومناقشتهن في النقاط الصعبة.
وعن تسيب المعلمات بسبب جلب طفلها معها للمدرسة، أشارت إلى أن المسألة بسيطة بقليل من الحسم مع الرأفة والتعامل بلطف يمكن السيطرة على أي خلل. وتضيف: إنه يتوجب على كل مدرسة توفير حضانة للاستفادة من كل عطاء المعلمة وأدائها.
اخبار التربيه و التعليم > مديرات مدارس: عفوًا حضاناتنا لمعلماتنا فقط
2014/09/05
مديرات مدارس: عفوًا حضاناتنا لمعلماتنا فقط
الحقيقة نيوز - سالم الموط - الرياض:
الحقيقة نيوز - سالم الموط - الرياض:
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alhaqeqah.com/248131.html