احتفلت جامعة أم القرى بالذكرى الثالثة والثمانون على توحيد المملكة العربية السعودية بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وعميدة الدراسات الجامعية للطالبات الدكتورة منى بنت حميد السبيعي ورؤساء الأقسام وطلاب وطالبات الجامعة المستجدين والقدامى وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية للرجال وقاعة الجوهرة بمقر عمادة الدراسات الجامعية للطالبات بحي الزاهر للسيدات .
وفي بداية الحفل افتتح مدير الجامعة الدكتور بكري عساس معرض الأندية الطلابية الهادف إلى تعريف الطلاب المستجدين بالأندية الطلابية المختلفة وما تقوم به من رعاية واحتضان وصقل المواهب لطلاب وطالبات الجامعة .
ثم بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم .
بعدها ألقى عميد شئون الطلاب الدكتور علي بن عبدالله الزهراني كلمة كلمة أكد فيها أن الجميع يقف أمام هذه الذكرى المباركة لتوحيد بلادنا الغالية على يد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز – يرحمه الله – ليتحدث ملحمة وقصة للكفاح لتأسيس كيان على التوحيد يبنى وبناء وطن يتمثل الإسلام مبنى ومعنى مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية يكفي أن ننطقها لتتعطل كل الكلمات وتبرز صورة الحب والوفاء.
وبين أن الجميع في عمادة شئون الطلاب بدعم واهتمام بالغ من معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس يعملون مع الطلاب وللطلاب إدراكا أن العمل الوطني هو أبلغ العناصر وأشدها أثراً في تكوين الروح الوطنية في الأجيال فهو الذي يجدد في الأوطان ما بلي من شبابها ويحي ما شاخ من عزائمها ويحرك ماهمد من طاقاتها الخلاقة ويبث فيها روح الحركة ويجري في عروقها دم التطلع والتقدم والتطور ويسهم في إيجاد أفراد ذوي همم عالية همهم خدمة دينهم وأمتهم ووطنهم وولاة أمرهم مؤكدا أن العمل الوطني بهذا الاعتبار عامل مهم في تحقيق الأمة لوجودها وإقامة التوازن في حياتها وعامل حاسم في علاج المشكلات من جذورها وتحقيق الاستقرار والطمأنينة في حياة المجتمع وسبيل إلى حفظ وحدة الأمة وجمع كلمتها والإخاء بين أبنائها وهو فوق هذا وذلك سبيل إلى تجديد روح الحياة والقوة في الأمة وسبيل إلى تحقيق الأصالة والمجد للوطن مشيرا إلى أن العمل الوطني عامل مهم من عوامل التمسك الاجتماعي بين أفراد الوطن وأصل في وحدة الأماني والآمال وأصل في دفع شبابنا إلى أقوم ما يمكن أن يرقى إليه البشر.
عقب ذلك قدمت مجموعة من الكلمات لطلاب الأندية الطلابية بالجامعة تعبر عن مشاعرهم تجاه الوطن والقيادة الرشيدة – حفظها الله – تلاها تقديم عرض مرئي عن مسيرة النماء والتطور والتقدم لبلادنا المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – .
إثر ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس كلمة قال فيها : حينَ خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلمَ مُفَارِقاً وطنَهُ مكةَ، وسار مُبْتَعِداً عنها، وقفَ بالجُحْفةِ مُستقبلاً ديارَهُ الأولى، فاستعبرَ وبكى حنيناً وشوقاً إلى مكةَ، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليهِ قَوْلَهُ: (إنَّ الذي فَرَضَ عليكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ) أيْ: مُرْجِعُكَ ومُعِيْدُكَ إليها.
هذا الموقفُ النبويُّ، وهذه التَّسْليةُ القرآنيةُ تَقِفُنا على حقيقةِ هذهِ العلاقةِ الفطريَّةِ بين الإنسانِ والأوطانِ.
إنَّها علاقةٌ وَطيدةٌ لا تحتاجُ إلى تفسيرٍ ولا إلى تحليلٍ علاقةٌ تتجاوزُ المشاعرَ العابرةَ، والأحاسيسَ المستعجِلة.
وتسأل معاليه ما السرُّ في الوطنِ؟ ما السرُّ في هذهِ الكلمةِ القصيرةِ المكوَّنةِ من ثلاثةِ أحرفٍ لا أكثرَ ؟
مجيبا أن (الواوُ) ولادةٌ و(الطاءُ) طفولةٌ و(النونُ) نموٌّ فيكونُ الوطنُ هو الإنسانَ في مراحلِ حياتِهِ كلِّها.
وكذلك الواو (وُضوءٌ) و(الطاءُ) طهارةٌ و(النونُ) نقاء فيكونُ الوطنُ هو الإنسانَ في جانبِهِ الطاهرِ النقيّ.
وكذا الواوُ (وعدٌ) و(الطاءُ) طموحٌ و(النون) نهضة فيكون الوطنُ هو الإنسانَ في أحلامِهِ وتطلعاتِهِ لغدٍ أفضل.
إنَّ (الوطنَ) أيُّها السادةُ يضمُّ ذلك كلَّهُ ويزيدُ عليهِ.
وأكد معاليه أن علاقةُ الإنسانِ بوطنِهِ ليستْ علاقةَ حبٍّ وإجلالٍ فحسبُ بل هي أيضاً علاقةُ التزامٍ وعملٍ ولذلك قال شوقي رحمه اللهُ: وللأوطانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ … يدٌ سَلفَتْ وَدَيْنٌ مُسْتَحقُّ نعم مشيرا إلى أن من وفاءِ الدَّيْنِ للأوطانِ أَنْ يلهجَ اللسانُ بحبِّها ويجريَ القلمُ بالتَّغنِّي بها وأنْ يقومَ الإنسانُ بما عُهِدَ إليه من مُهِمَّاتِها خيرَ قيامٍ وأَنْ يحافظَ الإنسانُ على مصالحِها وثرواتِها وخيراتِها وأنْ يقدِّمَ مصالحَها العامَّةَ على مصلحتِهِ الخاصَّةِ.
وأفاد الدكتور عساس أن الله أكرمنا في وطنِنا المملكةِ العربيةِ السعوديّةِ بأنْ جمعَ لنا الدينَ والدُّنيا فجعل بلادَنا مَحْضِنَ الحرمينِ الشريفينِ ومَنْزِلَ الوَحْيِ المباركِ ومَوْلِدَ خيرِ الخلقِ صلى اللهُ عليه وسلمَ وقِبلةَ المسلمينَ حيثُ كانوا وجعلَ تأسِيْسَها قائماً على تعاونٍ تاريخيٍّ بينَ رجلِ الدولةِ ورجلِ العلمِ في رباطٍ وثيقٍ لا ينفصمُ بإذن الله أبداً.
ثم جعَلَها سُبحانَهُ مستودعَ الثرواتِ وأرضَ الخيراتِ والبركاتِ فأَجْرَى عليها نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنةً وواجبُ الشُّكْرِ على هاتين النعمتينِ يَقْتَضي منا أن نحافظَ على الدِّيْنِ والدُّنيا وذلك بالالتزامِ بشرعِ اللهِ في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ وبالحفاظِ الشديدِ على الشراكةِ التاريخيةِ بين القيادةِ المدنيةِ والقيادةِ الدينيةِ وبالحذرِ من كلِّ فكرةٍ أو دعوةٍ تُقوِّضُ هذا التناسقَ الجميلَ وبِشُكْرِ المولى جلَّ جلالُهُ على ما أنعَمَ علينا وَأَفْضَلَ وأَكْرَمَ وأَجْزَلَ وأفاضَ وأعطى
وابان معاليه أنّنا في مثلِ هذه الأيامِ الغرّاءِ نستذكرُ سيرةَ الجدودِ المؤَسِّسِيْنَ ونستذكرُ موحِّدَ هذه البلادِ الملكَ عبدَالعزيز آل سعود رحمه الله ونستذكرُ معه رجالاتِهِ الذينَ جادوا بأنفسهم في سبيلِ تأسيسِ كيانٍ إسلاميٍّ يقودُ دفَّة الحضارةِ ببوصلةِ الإسلام ونستذكرُ ثلاثةً وثمانينَ عاماً من اجتماعِ الكلمةِ تحتَ رايةِ التوحيدِ، رايةِ (لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ الله) كما نستذكرُ تاريخاً مجيداً حافلاً من الإنجازاتِ التي تعاقبَ عليها ملوكُ هذهِ البلادِ الأماجدُ رحمهم الله وأتمَّ مسيرتَها ودفعَ بها إلى الأمام خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدالله بنِ عبدالعزيز حفظه اللهُ سائلا الله سبحانه وتعالى أن يُباركَ لنا في وطَنِنَا وأن يُديمَ علينا أَمْنَنا ورخاءَنا واستقرارَنا وقيادَتَنا وأن يَجْزيَ ولاةَ أمورِنا عنّا خيرَ الجزاءِ.
وأعرب معاليه عن شكره وتقديره لعمادةَ شؤون الطلابِ على ما بذلتْهُ من جُهدٍ لإنجاح هذه المناسبةِ الغاليةِ علينا جميعاً.
بعد ذلك قدم أوبريت إنشادي عن الوطن نال استحسان الحضور كما تم السحب على العديد من الجوائز القيمة على الحضور من طلاب الجامعة إحداها سيارة .