
الدماء التي لطّخت ساعة الشهيد علي عبيد النتيفات الدوسري “30 سنة” سجلت لحظة استشهاده وخلّدت ذكراه كعنوان للتضحية.. وهي قصة فداء يرويها التاريخ لأجيال الوطن.
يقول شقيقه الوحيد خالد لـ”عين اليوم” أن الساعة كانت مفضلة لدى الشهيد علي وكان يرتديها باستمرار مؤكداً في الوقت ذاته إنه عرف بإقدامه وشجاعته، ورغم إصابته مرتين في أقل من عام وكان بإمكانه أن يطلب نقله إلى مكان أقل خطورة إلا انه لم يتراجع أبداً عن الدفاع على وطنه واستشهد عصر الجمعة الماضي.
وأضاف: دائماً ما كنت أسمع أن الشهداء تفوح منهم رائحة تميزهم عن غيرهم، وفي بعض الأحيان كان ينتابني الشك، لكنني عندما كنت أدفن أخي علي لاحظت ذلك فكانت تنبعث منه رائحة الطيب والأبتسامة على محياه.
وفي سياق آخر أكد خالد النتيفات، أن العريف علي الذي يعتبر من منسوبي الحرس الوطني، كان قد أصيب قبل عدة أشهر إصابة طفيفة نتيجة طلقات نارية في الربوعة، لُيصاب مرة أخرى إصابة بليغة نتيجة اشتباك مع العدو وتفجير قذيفه من قبلهم، أُدخل على إثرها المستشفى وظل فيها لمدة شهر، وبعد تماثله للشفاء عاد لميدان الشرف لمشاركة زملائه في الدفاع عن الوطن؛ وتفاجئ بأن الوحدة التي كان يعمل فيها انتقلت إلى جبهة نجران فشاركهم لمدة 15 يوماً وعاد إلى الخرج لمدة أسبوع ونصف تقريباً ليزور أهله ويطمئن على أبنائه، ثم استدعي مرة أخرى فعاد يوم الاثنين الماضي إلى نجران وفي اليوم الرابع بعد عودته استشهد. وتعليقاً على المقطع الذي انتشر لأخيه عندما كان في اجازته ووصله استدعاء إلى نجران لاحتياجهم له، نفى بأن يكون علي النتيفات قد حزن لأنه لم يكمل اجازته.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الأيام الماضية مقطع مع صورة ساعته التي كان يرتديها وعليها آثار الدماء، وأخرى له وهو في موقع القتال قبل استشهاده، داعين له بالرحمة والمغفرة سائلين الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته بعد أن لقي ربه مدافعاً عن دينه ووطنه، فيما علقت فئة أخرى على ذلك المقطع قائله أن الشهيد علي حزن على انتهاء اجازته.
وذكر خالد عبيد النتيفات الدوسري أثناء حديثه، أن اخيه الشهيد علي متزوج ولديه ابنه تبلغ من العمر خمس سنوات وابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات؛ و ما بين الفرح والحزن اختتم خالد حديثه قائلاً: حزنت على فراقه خاصة وأنه الأخ الوحيد لي من بين ثلاث أخوات لكنني لم أحزن على موته وفرحت لأنه نال الشهادة.
وكانت محافظة الخرج قد شهدت يوم السبت الماضي، الصلاة على الشهيد العريف علي بن عبيد النتيفات، بحضور عدد من القيادات العسكرية في الحرس الوطني اللذين قدموا واجب العزاء لذويه.
وأعلن المتحدث الرسمي للحرس الوطني، الرائد محمد العمري، استشهاد النتيفات، من قوات الحرس الوطني، بعد إصابته في نجران نتيجة مقذوف حوثي.